الخميس، 27 نوفمبر 2014

إنسانية القتل



القتل يكون مفيد أحياناً.. نعم لا تتعجب عزيزي القارئ إذا قلت لك هذا ، ففيلم ثلاث أيام للقتل - 3Days to kill أثبت ذلك و بشدة، فهذا الفيلم الرائع بجميع المقاييس الانسانية -و ليست السينمائية- استطاع أن يجعل الإنسانية تصحو في المشاهدين.. إصطدام الإنسانية بالوحشية ، النزاع بين الوفاء للوعد و الإخلاص في أداء الواجب ، الشر الذي يؤدي إلى الطيبة اللامتناهية.. كل هذه العوامل ساهمت في نجاح الفيلم منذ بدايته عندما كان إيثان رانر (كيفين كوستنر) جاسوس دولي يؤدي المهام الخطرة و يواجه الأشرار ، حتى أصبح أب لفتاة طائشة مسؤول عنها و عن جميع تصرفاتها في العاصمة الفرنسية.. كان كيفين كوستنر موفقا جداً في دوره بحيث أنه أستطاع الجمع بين أغلب حوانب حياة الجاسوس و جميع جوانب حياة الأب.. و أقول جميع جوانب حياة الأب لأنه أعطى للأب العنان ليقوده طيلة الفيلم منذ أن كان يريد أن يكلم ابنته في أول الفيلم مروراً بانقاذها عندما تعرض لها مجموعة من الشباب في ملهى ليلي.. نهاية بعدم تنفيذه للقتل في نهاية الفيلم مع أنه كان بامكانه ذلك و بذلك يتم المهمة و يستطيع أن يأخذ الترياق الذي يعالجه من مرضه اللعين -و قد فعل ذلك لتلبية وعده لزوجته و حبا و خوفا على ابنته-.. و أنا حقا أحسده على ابنته الجميلة ، فهي استطاعت أن تثبت أنها كانت الأحق بالدور .. هالي ستينفيلد هي ابنته المذكورة أو زويرانر مثلما .. فهي ابنة طيبة رغم غطرستها ، جميلة رغم طيشتها ، بسيطة رغم تكلفها.. لقد أدت هالي ستينفيلد دورا للتاريخ سيفرق معها في مشوارها الفني كله و لوحظ التطوير الكبير في أدائها و الدليل على ذلك أنني لم أشك في لحظة لنها ابنة كيفين كوستنر .. و كما قلت الفيلم ناقش العديد من النواحي الانسانية بحيث ناقش قضية المستعمرين للشقق في فرنسا و كانوا مكروهين في بداية القصة و لكن بسبب الأمر الواقع ظلوا في الشقة و أثبتوا حسن نيتهم و أنهم قد يكونوا أفضل بكثير ممن يدعون انهم أصدقاءك ، كما تعددت المناقشات الخاصة بين الأب و ابنته و التي سيطرت على الطابع العام للفيلم ، نهاية بانقاذ الرجل الذي ساعده في التخلص من أعدائه و الذي كان على وشك أن ينتهي معهم بانقلاب السيارة التي كانوا فيها.. في حين كانت امبر هيرد تؤدي دورها بامتياز واضح كانت كوني نيلسن لا تؤدي دورها كما هو مطلوب .. كان اختيار الأشرار في الفيلم غير موفقا و كانوا سذج لدرجة أن الاشرار في الافلام القديمة ذو اللون الابيض و الاسود كانوا أشرس منهم ، الفيلم عامة نجح في اقناعنا بالعديد من الاشياء و ناقش قضايا مهمة جدا ، و لكن افتقد لعامل التشويق -و إن وجد- فهو لم يوجد بكثرة ، و ترقبوا هالي ستينفيلد بعد عدة سنوات ضمن افضل الممثلات في العالم إن لم تكن أفضلهم.

________________________________________

تم نشر هذا المقال في جريدة الراي عن فيلم 3 Days to kill بتاريخ 2014/3/17.
لمشاهدة المقال أضغط هنا.



إيهاب ممدوح
@Ehab_M_M

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق