السبت، 15 مارس 2014

هو السيسي ممكن يبقى رئيس مصر ؟

( هو السيسي ممكن يبقى رئيس مصر ؟ ) سؤال سأله لي أخي الصغير لكنني لم أجيب ، فقد فضلت الصمت و عدم الرد ، فكرت كثيرا في إجابة للسؤال و ليس فقط في إجابة بل فكرت ما إذا حدث و أصبح رئيسا لمصر ، ماذا سيحدث ؟ هل ستظل مكانته في قلوبنا أم ستقل أو تزيد ؟ .. أسئلة كثيرة لم أجد لها جواب لفترة طويلة .. حتى أكتشفت شئ .. أكتشفت أنني أتمنى أن لا أتمنى !كأي مواطن مصري .. أتمنى أن تكون بلدي أفضل ، يسود فيها الأمن و يكون التقدم هو هدفها في جميع المجالات ، كأي مواطن مصري .. أتمنى أن تطبق قوانين الدستور -الذي أؤكد بضرورة أن ننزل جميعا في الاستفتاء لنقول نعم عليه- و إقامة إنتخابات البرلمان و الرئاسة ، و لي الكثير من الأمنيات التي لا تنتهي من أجل وطن أفضل ، و لكنني أضع كل هذه الأمنيات على يد ، و لي أمنية وحيدة سأضعها على يد أخرى ، و هذه الأمنية هي عدم ترشح الفريق السيسي للإنتخابات ، ليس لأنه سئ لا سمح الله أو لأنني لا أريده ﻷي سبب شخصي أو ﻷنه لا يملك مقومات رئيس الجمهورية ، كل هذه الأشياء بعيدة كل البعد عن تفكيري .. و لكن ما أريد قوله أن السيسي تملك قلوب المصريين حين أنقذهم من حكم الفاشية باسم الدين في ثورة الثلاثين من يونيو ، أصبح قائداً للمصريين و صار بطلاً شعبياً لا يستطيع أحد منافسته في عشق المصريينله ، و لا شك أن السيسي لو ترشح للرئاسة سيفوز من أول جولة بإكتساح ، و لكن هنا لن يكون مطلوب من السيسي حماية مصر و المصريين فقط كما كان مطلوب منه عندما كان وزيرا للدفاع ، بل مطلوب منه أيضاً أن يوفر الغذاء و الصحة و التعلبم و العديد من الأشياء التي لا نستطيع أن ننكر إنها في قمة فشلها و سؤها حالياً في مصر ، إذا أستطاع السيسي حينها أن يصلح حال هذه الأشياء و ينفذ للناس مطالبها سيزداد حبه في قلوب المصريين و لكن و إذا لم يستطع فسيقل حبه و ربما يتحول إلى كراهية فيما بعد ، و هنا أتذكر أحد كتابات د.أحمد خالد توفيق في إحدى رواياته عندما رفضت بطلة الرواية الزواج من صديقها الصدوق بقولها : ” لن أتصل به بهذه البساطة أطلب رأيه.. لن آتي لمكتبه بهذه التلقائية.. لن أكلم أمي عنه ببراءة.. كل شئ سوف يتغير.. الخطبة و مشاداتها التي لا تتوقف.. إنه في نفسي أروع من هذا و أهم.. الزواج و الخلافات و الزوج الغاضب الذي يقف بالمنامة غير حليق الذقن حافي القدمين على باب الحمام ينتظر دوره.. لا .. هو أسمى من هذا.. إنني أحترمك كثيراً لهذا أخترت لك دورا أفضل.. دع هذه الأدوار السخيفة لشباب أصغر منك سنا و أقل منك مهابة.. أرجوك” ، نفس الكلام ينطبق على السيسي و الرئاسة .. فلماذا يضع السيسي نفسه في هذا الموقف ؟ و لماذا يبدأ من الصفر في كسب حب الناس بعد أن أحبوه حبا ليس له نهاية ؟ فإذا أتى رئيس غير السيسي و ضايق الشعب سنشتكي للسيسي بينما إذ أتى السيسي رئيسا و ضايقنا بسؤ نية أو بحسنها -مع أنني لا أفترض الأولى كثيراً و لكن كل شئ ممكن !- فلمن نشتكي ؟! ، أخاف أن يصبح السيسي رئيساً فيفسده كرسي السلطة كما أفسد الكثيرين ممن قبله ، و أريده أن يفهم أنه أكبر من أي رئيس و اهم من أي سلطة عندنا ، فهو حتى الآن بطلنا ، أما بعد الرئاسة فيا خوفي من تغير كل شئ ، أكتشفت أنني أتمنى أن لا اتمنى في يوم رحيل السيسي و سجنه كما حدث مع رؤساء سابقين .. و لأنه ليس مثلهم فأتمنى أن لا أتمنى ذلك ، كما أتمنى أيضاً -و آسف على كثرة أمنياتي .. استحملوني- ألا يكون كل كلامي هذا تحت قاعدة الفنان أحمد مكي في مسلسل الكبير أوي عندما قال : “كلها طموحات و أماني !”.

__________________________________________________

تم نشر المقالة في جريدة صفحة جديدة المصرية الإلكترونية في 2014/1/16.
لرؤية المقال على موقع جريدة صفحة جديدة أضغط هنا.

إيهاب ممدوح
@Ehab_M_M

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق