السبت، 17 مايو 2014

بلا نساء

"أتركيني وحدي" بكل عصبية خرجت منه هذه الجملة !

لم تؤثر بها هذه العصبية و كان ردها سريعا "ولكن أنا أحبك!" برومانسية شديدة قالتها."قلت لكي أنا لا أحبك ، أنا لا أحب النساء ، أكره حروف كلمة أنثى ، أتركيني و شأني" قلت عصبيته قليلا و زادت خشونة صوته في نفس الوقت !
"لماذا ؟ ها ؟ هل أنت راهب أم .. ؟" قبل أن تكمل لحق الكلام و قال : "لا لا ، لا يذهب فكرك إلى شئ بعيد ، لا سمح الله ..."
ساد الصمت في المكان .. حاولت أن تفهم منه لماذا لا يبادلها نفس الشعور على الرغم من جمالها و أنوثتها الفاتنة و أناقتها و ثرائها و أدبها و كل الصفات التي يتمناها الرجل في حبيبته .. لا فائدة معه .. و بالرغم من أنها متأكدة من ذلك فهي منتظرة أن تعرف الحقيقة ، هنالك شئ ما يجعلها تنجذب إليه إنجذاب شديد .. شئ ما يدفعها نحوه إلى المالانهاية .. كان يعاملها بغباء و شدة لا تليق بها ، يريد أن تبتعد عنه بأي طريقة ، حاول أن يشعرها أنه يفضل الانتحار على أن يحبها لكنها مازالت صامدة .. لا تستسلم ، "أنظري أيها الكائنة ، أنا لا أحب جنسك و لا أسم جنسك و لا أي شئ يأتي من جنسك ، ليس لأنني و العياذ بالله .. ، لكنني لا أحب هذا الجنس لا أطيقه لا أريده"
-"لماذا ؟"
"لعنة الله عليك و على غباء جنسك"
-"لماذا ؟"
"أتحاولين استفزازي ؟ صدقيني حاول قبلك الكثير و لم ينجح أحد.."
-"لماذا ؟"
بعد ضحكة ساخرة أكمل : "مخلوقات فاشلة حتى في الاستفزاز"
- " لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ "
"كفى" بصوت عالي خشن هز المكان الذي كانوا يجلسون فيه
-"لما.." قاطعها مسرعا " أتريدين أن تخﻻجيني عن شعوري ؟ تبا لكي و لجنسك ، يكفي أنكن أجرتمونا من الجنة"
توقفت عن استفزازه و بدأت تدارك ما يفكر به
-"فهمتك الآن !" قالتها ثم حاولت اقناعه أنهن ليسوا أشرار كما يظن بالاستدلال بالدين و بحياته الشخصية و بكلام الحكماء ، فشعرت أنه بدأ يراجع نفسه ..
يبدو أن كلامها سيبدي بجدوة معه ..
"لن يؤثر في كل هذا ، أنثى = شيطان"
-"يا لك من جاهل" قالتها بعد أن تحول كل حبها تجاهه إلى حمم من الكراهية
"نعم ، أنا جاهل ، ما هو الشئ الذي يجبرك أن تجلسي مع شخص جاهل مثلي ؟"
-"متأسفة ، لم أقصد أن أهينك" محاولة استدراجه في الكلام "ولكن ما هو هدفك في الحياة و انت لا تﻻيد أن تختلط بالجنس الآخر ؟ لا ترتبط و لا تتزوج و لا تحب !"
"سأفعل كل خير كل عبادة ترجعني إلى مكاني الأصلي ، الجنة"
-"هل تصل أمك؟"
"ليس من شأنك أن تسألي"
-"ألا تعلم أن الجنة تحت أقدام الأمهات ؟" بستهزاء واضح بتفكيره
عجز عن الرد ، نظر إلى السقف و قال : "لا يهمني هذا الهراء ، سأعيش حياتي بلا نساء"
-"لقد طفح الكيل" قالتها و هي في شدة استيائها منه و جمعت أغراضها من هاتف و مفتاح سيارة و حقيبة ، و لكنها أبطأت في جمعهم حتى يتأسف لها أو يرجوها أن تبقى .. لم يحدث أي شئ من هذا القبيل ، فقد ذهب .. ذهب للبحث عن الجنة .. لكنه لن يجدها !
_____________________________

تم نشر القصة في جريدة الراي الكويتية، لرؤية القصة على موقع جريدة الراي أضغط هنا.


إيهاب ممدوح
@Ehab_M_M

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق