الاثنين، 29 سبتمبر 2014

وافدين خارج بلادهم.. مغتربين داخلها


أخاف أن أقول أنها مشكلة فأكون متهاونا في الأمر.. ففي الحقيقة هي مسخرة !..

بعد سنوات من العناء و الشقاء و الغربة خارج وطنهم العزيز "مصر" لمحاولة أهاليهم في تحسين الدخل أو إيجاد الدخل أصلاً.. يعود الطلاب القادمين من الخارج بعد إنهاء الثانوية العامة حاملين البهجة في قلوبهم فرحين بعودتهم لوطنهم، فلا تقصر مصر أو حكومتها في إزالة تلك السعادة محولة إياها لتعاسة تدوم لعدة أشهر..

دائماً يكون قلق المصريين بعد إنتهاء الثانوية العامة هو ما سيظهر ﻷبنائهم في نتيجة التنسيق أما ما يقلق بل يرعب المصريين القادمين من الخارج هو إحتمالية ظهور النتيجة من عدمها.. ففي هذا العام أعلنت وزارة التعليم بدايةً عن نتيجة التنسيق الخاصة بطلاب الثانوية العامة في مصر و الذي يبلغ عددهم حوالي 300 مائة ألف طالب كما أعلنت عن تقليل الاغتراب و الاستنفاذ الخاص بالثلاث مراحل في أقل من ثلاثة أسابيع، ثم تم الإعلان عن نتائج التنسيق الخاصة بالسوريين، و الذين يحصلون على امتيازات عديدة بداية من دخولهم كليات القمة بأبخس الدرجات مقارنة بالباقين حتى إنشاء مواقع محترمة خاصة بنتائجهم، و بعدها أعلنت عن نتائج الدبلومة الأمريكية و التي كانت أثير حولها جدل بسبب حالات التزوير الكثيرة في شهاداتها مما أخر ظهور نتيجة التنسيق للقادمين من الخارج...

كل هذا لا يشكل مشكلة.. فالطلاب المصريين في الثانوية المصرية هم الأولى بالتأكيد بعرض نتائج التنسيق الخاص بهم، و الاخوة السوريين أيضاً على العين و الراس كان الله معهم، و الدبلومة الأمريكية طالما تم التأكد من تصحيح شهاداتهم فلهم كل الحق في إظهار نتائجهم و الفرحة بها.. أما المشكلة تكمن في أن الوزارة بعد كل ذلك تتبع نظام "الأنتخة" و هي "أنتخة" طويلة المدة غير مكترثة بأنها لم تنتهي و أن هنالك أكثر من حوالي 12 ألف طالب قادمين من الخارج يودون هم أيضاً مثل كل البشر أن يفرحوا بنتائجهم، أو إن كانت الوزارة تستكثر عليهم الفرحة فلا يجب أن تتجاهل على الأقل أنهم يدخلون الجامعات متأخراً ما يسبب حالات سقوط عديدة لهم في الترم الأول في الدراسة غير مشكلتهم في حجز السكن جامعي الذي لا يستطيعون الحجز فيه أو استغلال الجامعات الخاصة لهم و لمشكلتهم واضعين أبهظ الأسعار التي لا يقدر أغلبهم عليها و يستمر التعنت و التجاهل من كل الجهات للطلبة المصريين القادمين من الخارج..

نحن اليوم بصدد أزمة استمرت لعشرات السنوات و تأتي اليوم لتتوحش و تتمادى على المتضررين منها.. عاشوا خارج وطنهم تحت اسم (وافدين) غير متمتعين بكل امتيازات الإنسان العادي البسيط جداً راضين بذلك آملين في العيش فقط.. ليعودوا واجدين أنفسهم تحت لقب (مغتربين) في وطنهم بنفس المعاناة بل بمأساة أضخم !.. لذلك أرجو من الحكومة أن يستمعوا لمن لا صوت له و أنها "ماتطنشهمش" كعادتها و أن تعتبرهم بشر مصريين لهم حقوق كما عليهم واجبات ولا تعطهم وعود كاذبة تؤجل إلى الما لا نهاية، فالقهر كل القهر أن تكون شفاف في وطنك حتى يأتي دور الواجبات فقط.. و طلبي الوحيد من مصر أن تنتمي إليهم مثل ما انتموا إليها.

و أخيراً يمكنكم مشاهدة ما كتبوه على هاشتاج #شهادة_معادلة على فيس بوك و تويتر و سيكون أبلغ بكثير مما قلت عن جرحهم فصاحب الألم هو الأبرع في التعبير عنه و هذا الجرح و إن ظهر تافها للبعض فهو عميق الألم و الأسى، هو بداية كتابة مستقبلهم الذي اختارت الوزارة وضع نهايته بسبب الاستهتار.

‏شاهد "وقفة احتجاجية لتأخر نتيجة تنسيق الشهادات المعادلة" على YouTube - وقفة احتجاجية لتأخر نتيجة تنسيق الشهادات المعادلة في عام 2013 من  هنا

_________________________________________________

تم نشر هذا المقال في جريدة صفحة جديدة بتاريخ 30 سبتمبر 2014. لمشاهدة المقال أضغ هنا أو هنا.


من وقفة الطلبة المصريين القادمين من الخارج في عام 2013

إيهاب ممدوح
@Ehab_M_M

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق