السبت، 17 مايو 2014

المواطن الخارق في مكافحة اللإرهاب

علينا جميعاً أن نتفق أن وطننا العربي يواجه حملة إرهاب شرسة في جميع أركانه و على جميع مؤسساته... ولكن للأسف قد لا يجدي هذا الاتفاق نفعاً لأنه مجرد اتفاق شفهي أو كتابي على ورق، والكلام سيظل كلاماً كان شفهياً أو كتابياً، فإذا أرادت الشعوب العربية وعلى رأسهم القادة مواجهة الإرهاب، يجب عليهم أن يترجموا الكلام إلى أفعال، لأن مواجهة الإرهاب لا تكون فقط في الإذاعات والبرامج التلفزيونية وغيرها من وسائل الإعلام أو حتى بالمؤتمرات والندوات... وإن كانت كل هذه الأشياء تأتي بنفع، لكن الإرهاب اختفى من على الساحة العربية... إنما يكون كفاح الإرهاب بتقسيم الأدوار، القادة عليهم مكافحة البطالة، تحسين الوضع المادي للمواطنين، تخفيض الأسعار، وتطوير المرافق العامة، وغيرها من الأمور الكثيرة... وقد يتساءل البعض عن علاقة ذلك بمكافحة الإرهاب؟ فأقول له ان هذه الأشياء تجعل المواطنين سعداء، يحبون وطنهم ويخلصون إليه، وذلك يجعلهم على أتم الاستعداد لمواجهة الإرهاب مع الدولة أو قبلها... كما أن الوطن سيضمن عدم زيادة أعداء الداخل- والذين يكثرون يومياً بسبب استغلال الإرهابيين لمشاكلهم ويعدونهم وعوداً المزيفة لحل هذه المشاكل مقابل طاعتهم -، أما المواطنون فعليهم العمل بجد و بضمير و الصبر على الحكومات قليلاً، فنحن الآن في موقف صعب... ودفاعي عن الحكومات لا يعني أنني أراها جيدة مؤدية دورها على أكمل وجه، لكن مخزاه الصبر عليهم لأنهم يعتبرون حائط الصد الوحيد أمام الإرهاب الذي إذا تمكن لن يرحم... فعلينا بالتريث لنخرج من المأزق الذي وضعنا أنفسنا فيه بالمشاركة مع الحكومات، كما أخطأنا جميعاً علينا أن نصلح خطأنا معاً، ولا نجعل جمال الاستوديوات الإعلامية يلهينا عن مشاكل الوطن ومشاكل المواطن محدود الدخل، الذي بيده أن يكافح الإرهاب أو لا يكافحه... فهذا المواطن البسيط في نظر البعض خارق في مكافحة الإرهاب، فحرب الإرهاب ليست بيد الجيوش وقوتها، بل بيد المواطنين الخارقين، فارعوهم رعاكم الله.

___________

تم نشر هذا المقال في جريدة الراي الكويتية بتاريخ 31 مارس 2014.

لمشاهدة المقال أضغط هنا أو هنا.


إيهاب ممدوح
@Ehab_M_M

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق