السبت، 15 مارس 2014

باسم يوسف و الآلهة



لا اعرف، ولكني كلما رأيت شخصا معجبا بشيء أو محبا لشيء لدرجة تفوق أعلى درجات الاعجاب والحب والعشق، اشعر بأن هذا الشخص يعبد مع الله إلها آخر.. حتى لو لم يعلنها صريحة!
فهنالك بعض الاشخاص الذين يمجدون انسانا لدرجة تفوق الوصف، يتكلمون عن انسان عادي ويمجدونه، ويذكرون تاريخه، وربما لا يفعلون ذلك مع سيرة الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، او مع رسول دينهم عامة، يشجعون نادياً او كيانا وولاؤهم له يتعدى كل الحدود ويتعصبون له حتى الموت، وربما لم ينل دينهم منهم ثمن هذا الولاء وخمس هذه العصبية، واقصد هنا العصبية المستحقة التي تدافع وتناقش وتحمي وليست العصبية العمياء التي تدمر وتهدم.
عاد باسم يوسف الى الظهور بعد غياب طويل، انتقد العديد من الاشخاص الذين ينتمون الى العديد من التيارات والافكار، والكيانات، او يمكننا القول عنهم الآلهة الذين سبق القول عنهم في اول المقال، بعد انتهاء الحلقة من هنا انقلبت مواقع التواصل الاجتماعي، فمن يؤيد الجيش يسب باسم ومن ينتمي للاخوان يلعن باسم، ومن يشجع الزمالك يشتم باسم بأمه، ومن يعجب بغادة عبدالرازق يقول عن باسم «سفيه»، ومن يرى توفيق عكاشة مفجر الثورة قال عنه «طابور خامس»، ومن يحب شريف مدكور، آسف نسيت ان شريف مدكور ليس له محبون!
المهم ان كلا من عابدي الآلهة.. الذين صنعوها لأنفسهم، دافعوا عنهم عن طريق سبّ باسم، وهذا ليس حلاً.
أولاً يجب ان نعود للوراء ونعرف لماذا يمجد الناس بشرا عاديين أو كيانات لا تضر او تنفع؟ ولماذا يضعونهم في خانة الآلهة؟ على الرغم من انهم بشر يحتملون الخطأ قبل الصواب، ثانياً: لماذا لا توجد روح الفكاهة بيننا، حين يعاب على من نحب بينما تكون موجودة بيننا، وبكثرة، حين يعاب على من نكره؟!
ثالثاً هذا برنامج ليس اجباري المشاهدة. لم يعجبك؟ اذا فأنت تمتلك الحرية التامة في تغيير القناة أو اغلاق التلفاز.
انا زملكاوي واحب ذكاء الجيش واحب اصرار الاخوان.. حتى لو لم يجدِ بنفع، واحب مسلسلات غادة عبدالرازق، واعشق توفيق عكاشة مفجر الكوميديا في مصر، ولكنني لا اطيق شريف مدكور.. وهذا امر طبيعي.
لم احزن من باسم حين سخر من اي احد من هؤلاء، بل اتخذت الموضوع بصدر رحب جداً.. فمن يريد ان يتعب نفسه ليثبت ان باسم حقير، كاذب، طابور خامس، إلخ... لن ينجح في اثبات اي شيء!
كل ما سينجح فيه هو ان يميت نفسه من الغيظ وببطء.
____________________________

تم نشر هذا المقال في جريدة القبس الكويتية في 2014/1/9.
لرؤية المقال على موقع جريدة القبس الكويتية أضغط هنا.

إيهاب ممدوح
@Ehab_M_M

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق